التنمر في المدرسة:

التنمر في المدرسة: التسلط، البلطجة، الترهيب، الاستقواء، السادية، التعنيف، bullying، هي أسماء مختلفة لظاهرة سلبية نشأت في المجتمعات الغربية وبدأت تتسلل الى مدارسنا بسبب العولمة وسائل الإعلام. ففي الولايات المتحدة الأمريكية – حيث يعتبر التنمر مشكلة العنف الأكثر شيوعًا في المدارس – تُظهر الدراسات أن ثمانية من طلاب المدارس الثانوية، يغيبون يومًا واحدًا على الأقل في الأسبوع من الذهاب إلى المدرسة خوفًا من التنمر. وكشف استطلاع لإيرلينج Erling بعنوان “التنمر: أعراض الاكتئاب والأفكار الانتحارية” لـ 2088 تلميذًا نرويجيًا في الصف الثامن أن كلا من الطلاب المتسلطين وضحاياهم حصلوا على درجات أعلى على مقياس التفكير الانتحاري.
و في دراسة أجراها Lind & Kerrney في نيوزيلندا، اتضح أن حوالي 63٪ من الطلاب تعرضوا لشكل من أشكال التنمر، وأجريت دراسة Ryan & Adamski في ولاية إلينوي بالولايات المتحدة. أشارت إلى أن أكثر من 50٪ من الطلاب تعرضوا للتنمر، وأظهرت دراسة أجرتها مينتون Minton، في أيرلندا أن 35٪ من طلاب المدارس الابتدائية و 36.4٪ من طلاب المدارس المتوسطة يعانون من مشاكل التنمر. هذه الإحصائيات المقلقة تدفعنا إلى التساؤل عن هذه الظاهرة وتحليلها بحثا عن أسبابها وطرق معالجتها حتى لا تنضاف إلى عوامل الهدر المدرسي في دول العالم الثالث. لدراسة هذه الظاهرة يجب أولاً البحث عن تعريف لها قبل الحديث عن أسبابها وطرق علاجها.
1- تعريف ظاهرة التنمر في المدرسة:
اختلفت تعريفات التنمر حسب تعدد الثقافات والأنظمة التعليمية، وفيما يلي سنحاول سرد بعض التعريفات التي أحاطت بأبعاد ومكونات الظاهرة.
أ- تعريف ويكيبيديا:
تعرّف ويكيبيديا التنمر على أنه سلوك عدواني متكرر يهدف إلى إيذاء شخص آخر عمدًا ، جسديًا أو نفسيًا ، والحصول على السلطة على حساب شخص آخر. قد تشمل السلوكيات التي تشكل تنمرًا الشتائم أو الإساءة اللفظية أو الكتابية أو الإساءة الجسدية أو الإكراه. أو الاستبعاد المتعمد من الأنشطة أو الأحداث الاجتماعية. قد يتصرف المتنمرون بهذه الطريقة لكي يُنظر إليهم على أنهم محبوبون أو أقوياء، أو يمكن القيام بذلك لجذب الانتباه. قد يكونون يتنمرون بدافع الغيرة أو لأنهم عانوا من مثل هذه الأفعال من قبل. يقترح المركز الوطني الأمريكي لإحصاءات التعليم تقسيمًا ثنائيًا للتنمر: التنمر المباشر، والتنمر غير المباشر، المعروف أيضًا باسم العدوان الاجتماعي، ويتسم الأخير بالتهديد بالعزلة الاجتماعية للضحية، وتتحقق هذه العزلة من خلال مجموعة واسعة من الأساليب، بما في ذلك نشر الشائعات، ورفض الاختلاط بالضحية، والتنمر على الأشخاص الآخرين الذين يختلطون به، وانتقاد أسلوب ملابسه وغيرها من العلامات الاجتماعية المتصورة (مثل التمييز على أساس عرق الضحية، والدين، والإعاقة، وما إلى ذلك)…
ب- تعريف دان الويس:(Dan Olweus)
يعتبر النرويجي دان أولويوس (Dan Olweus) الأب المؤسس للأبحاث عن التنمر في المدارس. يعرّف ألويس التنمر في المدرسة بأنه أفعال سلبية متعمدة من قبل طالب أو أكثر لإلحاق الأذى بطالب آخر، والتي تتكرر طوال الوقت. أو حتى بدون استخدام الكلمات أو التعرض الجسدي، مثل التكشير أو الإيماءات غير اللائقة بقصد ونية إبعاده عن الجماعة أو رفض الانصياع لرغبته. وفقًا لألويس، لا يمكن الحديث عن التنمر إلا في حالة وجود خلل في الطاقة أو القوة (علاقة قوة غير متكافئة)؛ أي في حالة وجود صعوبة في الدفاع عن النفس، ولكن عند نشوء خلاف بين طالبين متساويين تقريبًا من حيث القوة الجسدية والطاقة النفسية، فهذا لا يسمى التنمر، وينطبق الأمر نفسه على حالات الإثارة والمزاح. بين الأصدقاء ولكن المزاح الثقيل المتكرر بسوء النية واستمراره رغم ظهور علامات الضيق والاعتراض على الطالب الذي يتعرض له يقع في دائرة التنمر.

2- أبعاد ظاهرة التنمر المدرسي:
عند الحديث عن التنمر، غالبًا ما يكون التركيز على الطرف الضعيف أو المُتنمَر، الذي يقع عليه الفعل القسري المؤلم، ويمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على مساره الدراسي والأكاديمي وصحته العقلية، أحيانًا إلى حد الانتحار. لكن إذا نظرنا إلى الظاهرة من زاوية أخرى، فسنجد ضحية أخرى غالبًا لا تنتبه، ممثلة في الطفل أو مجموعة من الطلاب المتنمرين الذين يتخذون شكل العنف كسلوك ثابت في تعاملاتهم، فهم ضحايا من فقيري التنشئة الأسرية والاجتماعية، وكلا الضحيتين بحاجة إلى علاج نفسي وسلوكي، المعتدي والمعتدي عليه عضوان أساسيان في المجتمع، وإذا أهملنا الطفل المعتدي ولم نصححه – تربويا وسلوكيا – سندع غيره من الأطفال يعانون من نفس المشكلة، وبالتالي سنساهم في انتشار الظاهرة بشكل أكبر في المجتمع.

3- أسباب ظهرة التنمر في المدرسة:
تشير الدراسات أن أسباب ظهور التنمر في المدارس يعود إلى التغييرات التي حدثت في المجتمعات البشرية، والتي تتعلق بشكل أساسي بظهور العنف والتمييز بجميع أنواعه، واختلال العلاقات الأسرية في المجتمع، وتأثير وسائل الإعلام على المراهقين في المرحلتان المتوسطة والثانوية، كثرة المهاجرين الفقراء الذين يعيشون في الضواحي المهمشة وعدم قدرة الآباء على السيطرة على سلوك هؤلاء الطلاب المتنمرين. بشكل عام، يمكن تلخيص أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار التنمر في النقاط التالية:
أ- أسباب نفسية:
في كثير من الأحيان، يأتي المتنمرون من دوائر فقيرة وعائلات تعيش في مناطق محرومة، أو ما يسمى بالضواحي، ويعانون من مشاكل اقتصادية واجتماعية، في ظل وضع يتصف باتساع الاختلال والاختلافات بين الطبقات الاجتماعية. من الناحية النفسية، يتمتع المتنمرون، وخاصة القادة، بشخصيات قوية ومعادون للمجتمع – شخصيات سيكوبائية – وخطر هذا النوع يكمن في إمكانية التحول من داخل المدرسة إلى مشروع إجرامي يهدد استقرار المجتمع في الخارج، حيث غالبًا ما يؤسس المتنمرون عصابات إجرامية أو يقومون بالانضمام إلى العصابات الإجرامية الموجودة. بالإضافة إلى ما سبق، قد يلجأ الطفل إلى العنف نتيجة مرضه واضطراباته السلوكية، التي تتطلب العلاج والتدخل من قبل أشخاص محترفين، مثل الأطباء النفسيين للأطفال أو الأخصائيين النفسيين أو مستشاري المدرسة. أحيانًا تكون أسباب التنمر ناتجة عن اضطرابات نفسية قد تحتاج إلى علاج دوائي، وهذا بالطبع بعد فحصه من قبل طبيب نفسي متخصص في الطب النفسي للأطفال.
ب- أسباب عائلية:
تتجه الأسر في المجتمعات المعاصرة إلى تلبية الاحتياجات المادية لأبنائها، مثل المسكن والملبس والطعام والتعليم الجيد والترفيه، مقابل إهمال أهم دور لها للطفل أو الشاب وهو المتابعة التربوية. وتصحيح السلوك، وتعديل الخصال السيئة، والتنشئة الحميدة. قد يحدث هذا نتيجة لانشغال الأب أو الأم، أو كليهما، بتربية أطفالهم ومتابعتهم، مع وضع المسؤولية على عاتق المعلمين أو المربيات الآخرين في المنازل. بالإضافة إلى الإهمال ، يعتبر العنف الأسري من أهم أسباب التنمر. الطفل الذي ينشأ في جو أسري يتسم بالعنف سواء بين الزوجين أو تجاه الأبناء أو الخدم، يجب أن يتأثر بما شهده أو ما مورس عليه. وبالتالي ، فإن الطفل الذي يتعرض للعنف في الأسرة يميل إلى ممارسة العنف والتنمر على الطلاب الأضعف في المدرسة. تؤدي الحماية المفرطة أيضًا إلى إعاقة نضج الأطفال ، وقد يكون لديهم أنواع من الرهاب مثل رهاب المدرسة والأماكن المفتوحة بسبب اعتمادهم المستمر على الوالدين. إن الحماية الأبوية المفرطة تقلل من مكانة الطفل، وتضعف ثقته بنفسه، وتجعله يشعر بأنه غير كفء.
ج- أسباب تتعلق بالحياة المدرسية:
ارتفع العنف في المدارس المعاصرة إلى مستويات غير مسبوقة، حيث وصل إلى حد الاعتداء اللفظي والجسدي على المدرسين من قبل الطلاب وأولياء أمورهم، حيث اختفت حدود الاحترام الواجب بين الطالب ومدرسه، مما أدى إلى تدهور مكانة المعلمين وتأثيرهم على الطلاب مما شجع بعضهم على الهيمنة والتنمر على الآخرين كما يحدث في المجتمعات عندما تتدهور هيبة الدولة والمؤسسات. إلى جانب ذلك، فإن التدريس بالطرق التقليدية التي تعتمد على مركزية المعلم كمصدر وحيد للمعرفة وكمالك للسلطة المطلقة في الفصل الدراسي، يمكن أن يؤدي إلى تبني العنف والإقصاء كوسيلة لحل المشكلات في الفصل، وخلق بيئة مناسبة لنمو التنمر. هذا بالإضافة إلى عدم وجود أنشطة موازية داخل المدارس، واختزال الحياة المدرسية إلى الأنشطة الرسمية التي تمارس في الفصل في إطار تنزيل البرامج الأكاديمية.
د- أسباب مرتبطة بالإعلام والثورة التكنولوجية:
تعتمد الألعاب الإلكترونية عادة على مفاهيم مثل القوى الخارقة، وسحق الخصم، واستخدام جميع الأساليب للحصول على أعلى النقاط والنصر دون أي هدف تعليمي. لذلك نجد أطفالًا مدمنين على هذا النوع من الألعاب، فهم يعتبرون الحياة اليومية بما في ذلك الحياة المدرسية امتدادًا لهذه الألعاب، فيمارسون حياتهم في مدارسهم أو بين معارفهم ومن حولهم بنفس الطريقة. وهنا تكمن خطورة السماح للأطفال بأن يصبحوا مدمنين على الألعاب العنيفة. لذلك يجب على الأسرة عدم السماح للأطفال بالاحتفاظ بهذه الألعاب والسعي للحد من وجودها. كما يجب على الدولة أن تتدخل وتمنع انتشار هذه الألعاب المخيفة حتى بسلطة القانون لأنها تدمر الأجيال القادمة وتفتك بها. بالإضافة إلى الألعاب الإلكترونية، فكل ما يشاهد في التلفزيون من أفلام (للصغار او الكبار) نلاحظ ارتفاع مشاهد القتل الهمجي الشنيع والعنف واحتقار النفس البشرية بشكل كبير في الآونة الاخيرة. وخطورة هذا الامر تكمن في ميل الطفل الى تصديق كل ما يشاهده وميله الفطري الى التقليد الاعمى واعادة الانتاج.
4- علاج ظاهرة التنمر في المدرسة:
الخطوة الأولى في معالجة هذه المشكلة هي الاعتراف بوجودها، ثم مرحلة التشخيص لمعرفة مدى انتشار هذه الظاهرة في مدارسنا وتحديد المستويات التعليمية التي تنتشر فيها أكثر من غيرها، ومعرفة أسباب انتشار التنمر. ثم يمكننا العمل على إيجاد حلول لهذه المشكلة التي تنتشر أكثر في الدول الغربية بسبب المتغيرات التي تحدث في المجتمعات وتأثير وسائل الإعلام التي غيرت الكثير من سلوكيات الأطفال والمراهقين، وامتد أثرها ليشمل حتى سلوك الكبار. في منطقة الخليج العربي، يعتبر منع التنمر في المدارس أحد برامج خطة “اليونيسف” الجديدة في المنطقة، والهدف الرئيسي من هذا البرنامج هو الوصول إلى المدارس الخالية من التنمر وضمان بيئة آمنة للأطفال.

أ- العلاج الأسري:
الأسرة هي البيئة الأولى التي تؤثر على سلوك الطفل، وبالتالي فهي ذات أهمية كبيرة في ترتيب المتدخلين في علاج ظاهرة التنمر. دراسة المشكلة من جميع الجهات، واستشارة جميع المعنيين بحياة الطفل، بما في ذلك دراسة الصعوبات التي قد يواجهها الطفل في المدرسة فيما يتعلق بالتحصيل الدراسي، والتي قد تكون وراء سلوكه العدواني. في حال ثبوت التنمر على الطفل، يجب مناقشته بهدوء وعقلانية، والاستفسار عن الأسباب التي تجعله يتخذ هذا النهج تجاه أقرانه، وبيان مدى خطورة هذا السلوك، وآثاره المدمرة على الضحية. في جميع الأحوال لا بد من تجنب وصف الطفل بالمعتدي أو بالمتنمر أو أي وصف تشهيري أمام زملائه، لأن ذلك قد يؤدي إلى نتائج سلبية، ويجب على الوالدين عدم تقديم الأعذار للطفل وتبرير أفعاله. وخاصة أمام المدرسين والزملاء. من ناحية أخرى، لا بد من ضبط ما يشاهده الطفل في التلفاز، وتذكير الأطفال بضرورة احترام مشاعر الآخرين، عند عرض مشاهد لأشخاص يتعرضون لمواقف مضحكة أو محرجة، وإقناعهم بأن هذه الأشياء ليست مسلية، وتجرح مشاعر الآخرين إذا كانوا ضحايا لمثل هذا السلوك. بشكل عام، يجب على الآباء أخذ الأمر على محمل الجد لأن الأطفال الذين يتنمرون على الآخرين عادة ما يواجهون مشاكل خطيرة في حياتهم المستقبلية، وقد يواجهون تهماً جنائية، وقد تستمر المشاكل في علاقاتهم مع الآخرين. في حالة تعرض الابن للتنمر، يجب على الوالدين إبلاغ الإدارة، والبدء في تعليم الطفل مهارات تأكيد الذات، ومساعدته على تقدير نفسه من خلال تقدير مساهماته وإنجازاته، وإذا كان معزولًا اجتماعيًا في المدرسة، يجب أن يشارك في الأنشطة الاجتماعية التي تسمح له بالاندماج مع الآخرين وبناء ثقته بنفسه.
ب- العلاج المدرسي:
العلاج الأنسب للتنمر المدرسي هو من خلال تحديث نظام شامل بالتعاون بين المؤسسة التربوية والطلاب والمعلمين وأولياء الأمور والمجتمع المدني، بحيث يكون الهدف من هذا البرنامج هو تغيير ثقافة المدرسة، وتأكيد الاحترام المتبادل والقضاء على التنمر ومنع ظهوره. في هذه الحالة، من المفيد جدًا الانطلاق من برنامج محاربة التنمر، الذي تم تطويره في الثمانينيات من طرف عالم النفس النرويجي دان ألويس. يهدف البرنامج إلى مكافحة التنمر ومساعدة الأطفال على العيش بشكل أفضل وجعل البيئة المدرسية أكثر إيجابية. تم استخدام برنامج ألويس في أكثر من اثني عشر دولة حول العالم، وقد أظهرت الدراسات أن حالات التنمر في المدارس التي استخدمت هذا النظام قد انخفضت بنسبة 50٪ في غضون عامين. يتمثل الجزء الأكثر أهمية في برنامج ألويس في تشجيع الإدلاء بشهادة الشهود أو “الغالبية المهتمة” من الطلاب الذين لم يتعرضوا للتخويف أو التنمر على أي شخص. يتم تنفيذ هذا البرنامج على مدى عدة سنوات تتخللها فترات توقف لتقييم النتائج وقياس مدى فعاليتها في الحد من انتشار ظاهرة التنمر والتخفيف من آثارها.
لكي يكون علاج التنمر فعالاً، يجب أن يتضمن النقط التالية:
– توعية المدرسين والمربين وأولياء الأمور والطلاب بطبيعة سلوك التنمر وخطورته.
– إشراك المجتمع المدني والمؤسسات الشريكة للمدرسة في مكافحة هذه الظاهرة.
– إدراج التربية على المواطنة والسلوك المدني في المناهج الدراسية.
– تشديد الرقابة واليقظة التعليمية للكشف المبكر عن حالات التنمر.
– تطوير برامج علاج المتنمرين بالشراكة مع علماء النفس.
– وضع ميثاق الفصل، يوضح حقوق وواجبات جميع الأطراف في شكل التزام يشارك فيه الجميع في صياغته والتوقيع عليه.
– تنظيم أنشطة موازية تعنى بتنمية الثقة بالنفس وحزم الذات وتقدير الذات.
– تشجيع الضحايا على التواصل مع المختصين في حالة تعرضهم لسلوك تنمر.
– إثارة النقاشات في الفصل واستغلال اللعب التربوي من خلال لعب دور الضحية لتشعر بمشاعرها في موقف التنمر.وفي الختام يجب التذكير بخطورة ظاهرة التنمر وأن أي علاج لها يجب أن يسبقه تشخيص دقيق للحالة أو الحالات المعنية قبل التدخل وفق استراتيجية محددة بوضوح، ويفضل إذا كانت هذه الاستراتيجية يحمل ملامح مشروع تربوي متكامل وفق منهج شمولي لمعالجة الظاهرة من جميع الزوايا.